نظمت كلية طب الأسنان –جامعة بغداد ندوة علمية بعنوان (المنهاج التدريبي للإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد الإداري) بحضور عدد من أعضاء الهيئة التدريسية وموظفي الكلية في قاعة الرازي.
والقي الأستاذ المساعد الدكتور صباح نعمة معاون عميد الكلية للشؤون الإدارية محاضرة عن ظاهرة الرشوة تناول فيها عدد من المحاور الأساسية ومنها تعريف الرشوة التي تعد (ظاهرة اجتماعية ينتج عنها ضرر واضح يتمثل في كون المواطن يضطر إلى تقديم عمولة مادية من اجل الحصول على خدمة عمومية مجانية ،وقد تكون الرشوة نقدية أو معنوية….. فتصبح ظاهرة الرشوة آفة اجتماعية تصيب جل مرافق الحياة ويتعذر على البعض معرفة الحدود الفاصلة بين واجباته وحقوقه داخل خريطة النسيج الاجتماعي مالم تتحسن درجة وعي المواطن بصفة خاصة لدرجة تجعله يضع نفسه استتراتيجية لتغيير أسلوب تفكيره ونمط عيشه ومجموع سلوكا ته).
وأشار إلى البعد الثقافي لظاهرة الرشوة الذي يهدف فيما يهدف إليه التركيز على مبدأ التكافل الاجتماعي والتضامن المؤسساتي في إطار مجتمع متضامن يطبعه الحق في العدالة الاجتماعية ويوفر الشروط الإنسانية للعيش الكريم .كما تناول ايضا البعد النفسي لظاهرة الرشوة حيث يعيش الفرد في عالم الرشوة واقعا افتراضيا مساوقا لواقعه الحقيقي ،فيسهل تمرير واقع الرشوة كما لو انه واقع لابد منه ،ويعتمد هذا الواقع الافتراضي على وسائل إقناع غاية في المنطق والتماسك والدقة الشيء الذي يضفي عليها قبولا يوازيه الشعور بالارتياح أو على الأقل عدم الشعور بالذنب،وعلى غرار ما يفرز الجسم من أجسام مضادة لمقاومة الفيروسات يفرز كذلك على المستوى الوجداني مايشبه الأجسام المضادة ،يطلق عليها في علم النفس بالآليات أو الطرق الدفاعية تستعين بها عضوية الإنسان ووجدانيته على إحداث التوازن النفسي الضروري لمواصلة الحياة عند تلقي الصدمات فينتج عنها أشكال من المنطق التبريري ألذرائعي تتقبلها الذات العارفة والمنتجة له كواقع ضمني افتراضي يعيش في الظل يتيح إمكان تبادل الأدوار مع الواقع الحقيقي عند الحاجة إليه .وإذا كان المنطق يقوم على مجموعة من المبادئ أهمها عدم الوقوع في التناقض فان قبول واقع الرشوة بموازاة الواقع الحقيقي يضفي على سلوك الفرد شرعية منطقية تجعله يعيش ازدواجية في كل شيء لدرجة إن التنقل بين الواقعين يبرره التشارط القائم بينهما .
وفي نهاية المحاضرة بين الأستاذ المساعد الدكتور صباح نعمة ابرز الوسائل والمعالجات لتقليل وإزالة ظاهرة الرشوة والتي تمثلت في أولا:من ذات الفرد سواء من الراشي أو المرتشي ثانيا: الاستمرار بالبرنامج والتوعية عن مخاطر الرشوة من قبل المؤسسات ذات العلاقة ثالثا:إبراز القوانين والعقوبات للموظفين والاطلاع عليها ودور الإعلام بذلك رابعا:إتباع أساليب إحصائية مثل الاستبيان لكشف ظواهر الرشوة خامسا:كشف المؤسسات التي تكثر فيها الرشوة على وسائل الإعلام.
وفي ختام الندوة تمت المناقشات والمداخلات والاقتراحات والتي تصب في مضار الفساد الإداري في مؤسسات الدولة بشكل عام وكيفية الحد من ظاهرة الرشوة بشكل خاص.