حقائق رئيسية

  1. لكوليرا هي مرض حاد يسبب الإسهال ويمكن أن يكون مميتاً في غضون ساعات إذا لم يتم علاجه.
  2. يُعتبر الكوليرا مرضاً مرتبطاً بالفقر، حيث يؤثر على الأفراد الذين يفتقرون إلى المياه النظيفة والمرافق الصحية الأساسية.
  3. تتزايد احتمالية الإصابة بالكوليرا بسبب النزاعات، والتوسع العمراني غير المنظم، وتغير المناخ.
  4. يُقدر الباحثون أن عدد الإصابات بالكوليرا سنوياً يتراوح ما بين 1.3 و4 ملايين حالة، وتتسبب الكوليرا بوفاة ما بين 21,000 و143,000 شخص حول العالم.
  5. معظم المصابين بعدوى الكوليرا لا تظهر عليهم أي أعراض، أو تكون الأعراض خفيفة، ويمكن علاجهم بفعالية باستخدام محلول الإماهة الفموي.
  6. تتطلب حالات الكوليرا الشديدة العلاج بالسوائل الوريدية والمضادات الحيوية.
  7. يعد توفير المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي أمراً ضرورياً للوقاية من الكوليرا وغيرها من الأمراض التي تنتقل عبر المياه ومكافحتها.
  8. يجب تقديم اللقاحات الفموية المضادة للكوليرا بالتوازي مع تحسين خدمات إمدادات المياه والصرف الصحي، للسيطرة على تفشي الكوليرا والوقاية منها في المناطق الأكثر عرضة لخطر الإصابة.
  9. في عام 2017، أُطلقت استراتيجية عالمية لمكافحة الكوليرا تحت عنوان “وضع حد للكوليرا: خريطة طريق عالمية حتى عام 2030″، بهدف تقليل عدد الوفيات الناتجة عن الكوليرا بنسبة 90%.

لمحة عامه

الكوليرا هي عدوى حادة تؤدي إلى الإسهال، وتنشأ نتيجة تناول طعام أو شرب ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا. لا تزال الكوليرا تشكل تهديداً عالميًا على الصحة العامة، وتعكس انعدام المساواة والتخلف في التنمية الاجتماعية.

الأعراض

الكوليرا مرض شديد الضراوة ينتقل عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث. ويمكن أن تسبّب الكوليرا إسهالاً مائياً حاداً ووخيماً، ويمكن للأشكال الحادة من المرض أن تؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا تُركت دون علاج.

ولا تظهر أي أعراض على معظم الأشخاص المصابين ببكتيريا ضمة الكوليرا، على الرغم من وجود البكتيريا في برازهم لمدة تتراوح من يوم إلى 10 أيام بعد الإصابة، ثم تُنثَر مرة أخرى في البيئة المحيطة، ممّا قد يؤدي إلى إصابة أشخاص آخرين.

ومعظم من يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضاً تتراوح بين الخفيفة أو المعتدلة. ويستغرق الأمر ما بين 12 ساعة و5 أيام حتى تظهر الأعراض على الشخص. وتُصاب أقلية من المرضى بإسهال مائي حاد مصحوب بتجفاف شديد. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الوفاة إذا تُرك المرض دون علاج.

الخصائص الوبائية وعوامل الخطر وعبء المرض

يمكن أن تكون الكوليرا مرضاً متوطناً أو وبائياً. ويُعرَّف الإقليم المتوطن بالكوليرا بأنه منطقة تُسجل فيها حالات مؤكدة للإصابة بالمرض على مدى 3 سنوات متتالية، إلى جانب أدلة على انتقال العدوى محلياً (أي أن الحالات لا تأتي من الخارج). وقد تحدث فاشيات أو أوبئة الكوليرا في كل من البلدان المتوطنة وغير المتوطنة.

يرتبط انتشار الكوليرا بشكل وثيق بنقص توافر المياه النظيفة وغياب مرافق الصرف الصحي المناسبة. وتشمل المناطق الأكثر عرضة للخطر عادة الأحياء العشوائية في المدن ومخيمات النازحين أو اللاجئين. وتؤدي الكوارث الإنسانية، مثل تعطل أنظمة المياه والصرف الصحي أو نزوح السكان إلى مخيمات غير ملائمة ومكتظة، إلى زيادة احتمالية انتشار الكوليرا إذا كانت البكتيريا موجودة بالفعل أو دخلت إلى هذه المناطق من مصادر خارجية. لم يتم الإبلاغ أبداً عن أن جثث الأشخاص غير المصابين كانت مصدراً لانتشار الكوليرا.

ظل عدد حالات الكوليرا المبلغ عنها إلى منظمة الصحة العالمية مرتفعاً في السنوات الأخيرة. ففي عام 2023، أبلغت المنظمة عن 535,321 حالة إصابة و4,007 حالات وفاة في 45 بلداً. ويُعزى التباين في هذه الأرقام إلى عدم تسجيل العديد من الحالات بسبب ضعف أنظمة الرصد والخوف من تأثير التقارير على التجارة والسياحة

العلاج

إن الكوليرا مرض يمكن علاجه بسهولة. ويمكن أن ينجح علاج معظم المصابين به إذا تم الإسراع في إعطائهم محاليل الإمهاء الفموي. ويُذوب الكيس القياسي لمنظمة الصحة العالمية/ اليونيسف المحتوي على محلول الإماهة الفموي في 1 لتر من الماء النظيف. وقد يحتاج المرضى البالغين إلى ما يصل إلى 6 لتر من محلول الإماهة الفموي من أجل علاج التجفاف المعتدل في اليوم الأول.

وأمّا المرضى الذين يعانون من تجفاف وخيم فهم معرضون لخطر الإصابة بالصدمة ويلزم الإسراع في حقنهم بالسوائل عن طريق الوريد. ويُعطى هؤلاء المرضى المضادات الحيوية المناسبة من أجل تقليل مدة الإسهال، والحد من كمية المأخوذ من سوائل الإماهة اللازمة، وتقصير كمية ومدة إفراز ضمات الكوليرا في برازهم.

وينبغي أن يبدأ جميع المرضى في تناول الطعام المحلي المنتظم المعد بشكل سليم بمجرد أن يتمكنوا من القيام بذلك بمأمونية.

وينبغي أيضاً تشجيع الرضاعة الطبيعية.

ويعد الوصول السريع إلى العلاج أمراً ضرورياً أثناء تفشي الكوليرا. وينبغي إتاحة محاليل الإمهاء الفموي في صفوف المجتمعات المحلية، بما في ذلك في النقاط المحددة للإماهة الفموية، فضلاً عن إتاحة مراكز علاج أكبر قادرة على حقن المرضى بالسوائل عن طريق الوريد ورعايتهم على مدار الساعة. وينبغي أن يبقى معدل الإماتة بين الحالات أقل من 1% بفضل الإبكار في إعطاء العلاج المناسب في وقت مبكر.

ويُعد الزنك علاجاً مساعداً هاماً للأطفال دون سن الخامسة، إذ يقلّل أيضاً من مدة الإسهال لديهم وقد يمنع التعرض للنوبات في المستقبل من جرّاء أسباب أخرى للإصابة بإسهال مائي حاد.

ولا يُوصى بإعطاء المضادات الحيوية بكميات كبيرة إذ ليس لها تأثير مُثبت على مكافحة انتشار الكوليرا، وقد تسهم في زيادة مقاومتها لمضادات الميكروبات.

لقاحات الكوليرا الفموية

يوجد حالياً 3 لقاحات فموية مضادة للكوليرا من اللقاحات التي اختبرت المنظمة صلاحيتها مسبقاً، وهي كالتالي: لقاح ديوكورال (Dukoral®) ولقاح شانتشول (Shanchol™) ولقاح يوفيتشول-بلس (Euvichol-Plus®)، علماً بأنه يلزم أخذ جرعتين من هذه اللقاحات الثلاثة جميعها من أجل توفير حماية كاملة . 

ويُعطى لقاح ديوكورال للبالغين مع محلول مخمّد تلزمه كمية قدرها 150 ملليلتر من المياه النظيفة. ويمكن إعطاؤه لجميع الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن عامين. ويجب أن تكون الفترة الفاصلة بين كل جرعة بمقدار 7 أيام كحد أدنى، على ألّا تزيد عن 6 أسابيع. ويحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات إلى جرعة ثالثة. ويُستخدم لقاح ديوكورال بشكل رئيسي للمسافرين، وتُوفر جرعتان من اللقاح حماية ضد الكوليرا لمدة سنتين.

وأما اللقاحان شانتشول ويوفيتشول-بلس فهما لقاحان متطابقان من حيث التركيب ولكن من إنتاج شركتين مختلفتين، ولا يحتاجان إلى محلول مخمّد لإعطائهما. ويُعطيان لجميع الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن عام واحد. ويجب أن يكون هناك تأخير لا يقل عن أسبوعين بين كل جرعة من هذين اللقاحين. وتوفر جرعتان من هذين اللقاحين حماية ضد الكوليرا لمدة تصل إلى 3 سنوات، بينما توفر جرعة واحدة منهما حماية قصيرة الأجل.

ويُستخدم لقاح شانتشول المختبرة صلاحيته مسبقاً في سلاسل الإمداد مضبوطة الحرارة، وهو نهج مبتكر لإدارة اللقاحات يسمح بحفظ اللقاحات في درجات حرارة لا تندرج ضمن نطاق سلسلة التبريد التقليدية التي تتراوح درجة حرارتها بين درجتين و8 درجات مئوية لفترة زمنية محدودة وفي ظل ظروف خاضعة للرصد والمراق

وشانتشول ويوفيتشول-بلس هما اللقاحان المُتاحان حالياً من أجل حملات التطعيم الجماعي بالاستعانة بالمخزونات العالمية من لقاح الكوليرا الفموي بدعم من تحالف غافي، تحالف اللقاحات.

واستناداً إلى البينات المتاحة:

  • ينبغي استعمال لقاح الكوليرا الفموي في المناطق الموطونة بالكوليرا، وفي الأزمات الإنسانية التي تنطوي على مخاطر عالية للإصابة بها، وخلال اندلاع فاشياتها؛ وبالاقتران دوماً مع انتهاج استراتيجيات أخرى للوقاية من الكوليرا ومكافحتها؛
  • ينبغي ألا يعطّل التطعيم تنفيذ سائر التدخلات الصحية العالية الأولوية والرامية إلى الوقاية من فاشيات الكوليرا أو مكافحتها،
  • استُعملت أكثر من 145 مليون جرعة من لقاح الكوليرا الفموي في حملات التطعيم الجماعية منذ إنشاء المخزون. وقد نُفذت هذه الحملات في المناطق التي تشهد اندلاع فاشيات، والمناطق التي تشتد فيها مخاطر اندلاعها أثناء نشوب الأزمات الإنسانية، وفي صفوف السكان الذين يعيشون في المناطق الموطونة بالمرض والمعروفة باسم “البؤر الساخنة”.

المصادر

https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/cholera

ا.م.د.نور رؤوف الحسني

مسؤول وحدة الصحه الالكترونيه

12-11-2024