سرطان القولون، المعروف أيضًا بسرطان الأمعاء الغليظة، هو واحد من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا على مستوى العالم. يعتبر اكتشافه في مراحل مبكرة أمرًا حاسمًا في زيادة فرص الشفاء. ومع تقدم الأبحاث، تتزايد الفهم حول أسباب سرطان القولون وطرق الوقاية الفعالة منه.
أسباب سرطان القولون
يتطور سرطان القولون عادةً من زوائد صغيرة غير سرطانية تُسمى السلائل التي تتشكل في البطانة الداخلية للقولون. مع مرور الوقت، يمكن أن تتحول بعض هذه السلائل إلى أورام سرطانية. هناك عدة عوامل خطر تزيد من احتمال الإصابة بسرطان القولون، منها:
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون يزيد من خطر الإصابة.
- العوامل البيئية: تشمل العادات الغذائية غير الصحية وقلة النشاط البدني.
- العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون مع التقدم في العمر، خصوصًا بعد سن الخمسين.
- الأمراض المزمنة: مثل داء الأمعاء الالتهابي.
طرق الوقاية
- التغذية السليمة
تلعب التغذية دورًا مهمًا في الوقاية من سرطان القولون. يوصي الخبراء بتناول نظام غذائي غني بالألياف المتمثلة في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، حيث تساعد الألياف في تعزيز صحة الأمعاء وتحسين عملية الهضم. كما يجب الحد من تناول اللحوم الحمراء والمعالجة، إذ أظهرت الدراسات أن استهلاكها يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
- النشاط البدني
ممارسة النشاط البدني بانتظام يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون. تشير الأبحاث إلى أن التمارين الرياضية تقلل من خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 24%. يُفضل ممارسة النشاط البدني المعتدل لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا.
- الفحوصات المنتظمة
تُعد الفحوصات المنتظمة للكشف عن سرطان القولون وسيلة فعالة للوقاية، حيث يمكنها الكشف عن السلائل قبل أن تتحول إلى سرطان. توصي الإرشادات الطبية بأن يبدأ الأشخاص في إجراء الفحوصات الروتينية لسرطان القولون في سن الخمسين، أو في سن مبكرة إذا كان لديهم عوامل خطر إضافية.
- تجنب التدخين والكحول
يرتبط التدخين بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، لذا يُنصح بتجنب التدخين. كما أن تناول الكحول بكميات كبيرة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، لذا يُفضل تقليل استهلاك الكحول.
التطورات الحديثة
أظهرت الأبحاث الحديثة أن بعض الأدوية والمكملات الغذائية قد تلعب دورًا في الوقاية من سرطان القولون. على سبيل المثال، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة “The New England Journal of Medicine” أن استخدام الأسبرين بجرعات منخفضة قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون لدى بعض الأشخاص. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل البدء في أي نوع من الأدوية الوقائية.
الخاتمة
تتعدد الطرق التي يمكن اتباعها للوقاية من سرطان القولون، من خلال تبني نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم، وإجراء الفحوصات المنتظمة. تلعب الوعي والمعرفة دورًا حاسمًا في الوقاية من المرض والكشف المبكر عنه، مما يساهم في تحسين فرص الشفاء والنجاة.
المصادر:
- American Cancer Society
- Chan, A. T., & Giovannucci, E. L. (2020). “Primary prevention of colorectal cancer.” Gastroenterology, 158(2), 368-383.
- Keum, N., & Giovannucci, E. (2019). “Global burden of colorectal cancer: emerging trends, risk factors and prevention strategies.” Nature Reviews Gastroenterology & Hepatology, 16(12), 713-732.
Zhang, X., & Shu, X. O. (2018). “The association of physical activity with colorectal cancer risk: a meta-analysis.” Cancer Causes & Control, 29(5), 467-480.
ا.م.د.نور رؤوف الحسني
مسؤولة وحدة الصحة الالكترونية
9-8-2024